الأحد، 10 أكتوبر 2021

أسطــــورة حــب من السمــاء


إستكمالاً لسلسلة الأساطير، و بالأخص الأساطير الإغريقية أعود اليوم بإسطورة عشق حزينه أبطالها لافينيا و حبيبها أنديميون و ديانا سيدة القمر ...

يجلس الراعي الشاب "انديميون" علي صخرة كبيرة فوق جبل شامخ يعزف بنايه أعذب الألحان، ليحل الليل و يستيقظ القمر و تخرج حبيبته الجميلة الفاتنه عروس الغاب لافينيا التي تنتظره بشوق، ويلتقي الحبيبان أخيراً بعد إنتظار،

و في إحدي الليالي و بعد أن تسامر الحبيبان غطت لافينيا في نوم عميق و أخذ أنديمون يتفرس جمالها الحالم تارة ثم يتأمل الوجود تارةً أُخري، ليحس بقوة لطيفة تجذب روحه، فتأمل البدر الكامل الذي كان يُنير الفضاء و يُلقي حبال ضوئه علي قمم الجبال، ليلمح انديميون طيفاً يتفرسه مُبتسماً، مرة ثم مرة ثم مرة، ثم تواري هذا الطيف وراء سحابة لم يلمحها أنديميون من قبل، شعر بأنه كان يحلم، و عاد مُتأملاً حبيبته النائمة

و يتكرر ما حدث في الليالي التالية، لتستيقظ لافينيا يوماً ما و تجد حبيبها ساهماً مُنصرفاً عنها، حاولت أن تجذب إنتباهه لها بشتي الطرق لكنه ظل مُنصرفاً عنها مُتأملا القمر و كأنه يبحث عن شيئ ضاع منه، ذُهلت لافينيا و حاولت أن تُناديه لكنه لا يرد عليها و لا يُعيرها إنتباه، فصرخت لافينيا صرخة عاليه تردد صداها و ركضت مُبتعده عنه، و هنا إستيقظ انديميون من سهمه، وأدرك ما حدث، و ركض وراء حبيبته و لكنه لم يلحقها

و تمضي الأيام يوماً وراء يوم و القمر يتأخر ظهوره، و أنديميون وفي لمعاده مع حبيبته التي لم تُعاود الظهور منذ تلك الليله، و في ليلة ما، مضي معاده مع حبيبته لافينيا، و أخذه النوم، و كانت لافينيا مُختبئة وراء شجرة تراقبه، و فجأة توقف القمر عن المسير و بدأ يكبر حجمه فكان بدراً كاملاً و يدنو من الأرض تدريجياً، فكان بينه و بين الأرض قيد ذراع، و برزت أخيراً "ديانا" الجميلة، الآسرة ملكة الليل و آلهة القمر الفضي، ابنة زيوس سيد الأوليمب، رمز الطهر، صديقة البشر، نصيرة الضعفاء، فأصاب الفرح لافينيا المؤمنة بديانا التي كانت تدعوها بإستمرار، و أيقنت أنها سمعت شكواها و ما كان من أمرها هي و أنديميون، فجاءت لترد لها حبيبها

لتتحول فرحة لافينيا إلي ذهول، فما حدث لا تُصدقه العين، إن سيدة القمر تُلقي تعويذة علي أنديميون حتي لا يستيقظ و تُلقي بقبلة علي جبينه، ثم في خفية و خفه تعود واثبة إلي قمرها المُنتظر و تقوده في طريق العوده عالياً في الفضاء

أدركت لافينيا ما أصاب حبيبها و أن ديانا سيدة القمر هي من سرقت انتباهه و قلبه، فعادت إلي مأواها في الغابه و ظلت تبكي و تتنحب، و حل الصباح، و أيقنت أنها كانت تحلم و أن ما رأته بالتأكيد لم يكن سوي ضرباً من ضروب الخيال، فلا يُعقل أن تعشق ديانا، ديانا ربة العفاف العذراء، هذا غير مقبول و لا يجوز، و إن حدث فهل يسرق لُبها و يغزو قلبها راعي بشري، دوناً عن الملوك و الآلهة، و في النهاية من تكون هي لافينيا حتي تُشاطر السيدة ديانا حب أنديمون، و هكذا ظلت لافينيا تتلمس الأعذار لديانا، حتي جاء الليل و حل معادها، و وقفت خلف الشجر تترقب، لتجد حبيبها يستلقي علي ظهر الجبل و يغفو مستسلماً للنوم، و كما حدث من قبل، يقف القمر فجأة و يدنو من الأرض، فتهبط ديانا و تقبل أنديميون و تعود مُسرعة من حيث أتت، و تقع لافينيا مغشي عليها، لتستيقظ اليوم التالي لتجد نفسها و قد حملنها عرائس الغاب و أعتنوا بها، و مهما حاولن عرائس الغاب أن يسئلنها عماد حدث تكتفي بالبكاء كإجابة، و بالرغم من ذلك ذهبت مرة أخري لميعادها ليكون الميعاد الأخير، و حدث ما رأته من قبل مرةً أُخري، و لكن ما هز كيانها، ما حدث في الليلة السابعة، فلم تكتفي ديانا بقبلة بل حملت أنديميون و أسرعت به خلسة إلي قمرها، و  لكن لم تمضي في طريقها المعتاد بل اتجهت إلي الأولمب، لم تحتمل لافينيا فوقعت مغشياً عليها، و عثر عليها عرائس الغاب فعالجنها و أعتنوا بها، و ألححن عليها لتفيض بسرها، فتلتزم الصمت كإجابة، حتي أقبلت عروس من ناحية الأوليمب تخبرهن أن ديانا عشقت بشرياً، إسمه أنديميون، و أنها ذهبت به إلي الأولمب، تتنحب و تترجي أبيها سيد الأولمب كي يمنح حبيبها الخلود، ففعل، و أنه هو الراعي الذي يجوب المروج و الذي كانت أختهمــ.... و لم تكمل الجملة لتجد لافينيا قد سلمت روحها، و آثرت أن تصعد و تشكو ديانا إلي أبيها سيد الأولمب


المصدر: كتاب أساطير الحب و الجمال عند اليونان لــ "دريني خشبة"






Follow Milky Way

تابعونا



 


 

أرسل رسائلك هُنا :

 

 https://tellonym.me/milkywaystories

Milky Way Stories


الفرق بين التضحية و العطاء، كلمات في العطاء، التضحية من أجل الآخرين، التضحية من أجل من تحب، عطاء, تضحية, عبارات عن العطاء, كلمات عن العطاء, العطاء كلمات، كلام عن العطاء، الِعطاء بلا 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق